Saturday, September 11, 2021

صراع القوى في جنوب آسيا

 بسم الله الرحمن الرحيم

صراع القوى في جنوب آسيا

الدكتور جاسم تقي



        تشهد منطقة جنوب آسيا الاستراتيجية و الهامة حالة من صراع القوى الاقليمية و الدولية فيها من اجل الفضاء السياسي و القرب/السيطرة على منابع النفط و الغاز و المعادن الثمينة.

        كانت الولايات المتحدة الامريكية هي المهيمنة على المنطقة و المعوق الرئيسي للقوى الاقليمية و الدولية للتمدد العسكري المباشر و غير المباشر فيها . على الاغلب فان التمدد العسكري سيكون غير مباشر لوجود 6 دول نووية متصارعة فيها تتجنب المواجهة المباشرة خوفا من ان تتحول الى حرب نووية مدمرة للمنطقة و  السلام العالمي و هي: الولايات المتحدة الامريكية و الصين الشعبية و روسيا الاتحادية و الهند و باكستان و اسرائيل. لكن الانسحاب الامريكي السريع و المتعجل من افغانستان ترك فراغا سياسية كبيرا استخدمته طالبان بسرعة من خلال توسعها العسكري في طول البلاد و عرضها بأشراف و مساعدة المخابرات العسكرية الباكستانية. فتشير تقارير المخابرات المركزية الامريكية ان واشنطون ابرمت معاهدة مع ايران و باكستان نصت على التعاون المشترك لصالح طالبان. تأكدت تلك النظرية بعد  ظهور تقارير اخرى ذكرت ان باكستان و ايران ساعدتا المخابرات المركزية الامريكية في اسقاط تجمع المعارضة الافغانية بقيادة احمد شاه مسعود الابن فسقط وادي بنجشير بعد معارك دامت 3 ايام فقط بينما قاوم احمد شاه مسعود الاب طالبان مدة 5 سنوات(1996-2001م).

        شهدت المنطقة تحولات استراتيجية مهمة لا تفسرها الا نظرية المفكر السوري ادونيس التي ذكرها في كتابه (الثابت و المتحول) حيث كرّس فيه المتغيرات العديدة في العالم العربي (الخارجي) بفعل حالة الصراع بين الحداثة و الموروث الثقافي. لذلك ستؤدي عملية الصراع لتغييرات هامة:

·      باكستان: تغير في النظام و دخول نظام جديد تحتمى ورائه المؤسسة العسكرية القوية. تنتهي مدة رئيس الوزراء عمران خان بتاريخ 18 آب/اغسطس سنة 2023م بينما تنتهي فترة الجنرال قمر جاويد باجوه الثالثة و الاخيرة بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2022م.

·      ايران: من المتوقع ان يستمر نظام سيد ابراهيم رئيسي بالسلطة بفعل تحالفه السري مع امريكا التي ستستفيد من حروب ايران بالوكالة في العراق و سوريا و لبنان و اليمن لتسويق اسلحتها في حروب منخفضة الحدة low-intensity wars.

·      الهند: من المتوقع ان يخسر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي اغلبيته في البرلمان بفعل سوء معالجة وباء كرونا و فشل سياسته في افغانستان مما ادى لفوقية باكستان على الهند في افغانستان.

·      افغانستان ستكون تابعة لكل من باكستان و امريكا حيث سيتحول النفوذ الامريكي فيها من نفوذ عسكري الى نفوذ سياسي.

·      الصين الشعبية: ستستمر مبادرة الحزام و الطريق للرئيس الصيني شي جنبنج لكن بكين ستعاني من ازمات داخلية بفعل دعم امريكا و الغرب لحركة التبت و حركة اليغور الانفصاليتين.

·      روسيا الاتحادية: ستواجه تحديات من القوى الانفصالية في جمهوريات آسيا الوسطى التي تحاول التخلص من النظام الشمولي الموالي لموسكو. 

No comments:

Post a Comment

U.S. Ambassador Blome’s Meeting with Deputy Prime Minister and Foreign Minister Ishaq Dar

U.S. Ambassador Blome’s Meeting with Deputy Prime Minister and Foreign Minister Ishaq Dar The below is attributable to U.S. Mission Spokes...