بسم الله الرحمن الرحيم
صراع القوى في جنوب آسيا
الدكتور جاسم تقي
تشهد منطقة جنوب آسيا الاستراتيجية و الهامة
حالة من صراع القوى الاقليمية و الدولية فيها من اجل الفضاء السياسي و القرب/السيطرة
على منابع النفط و الغاز و المعادن الثمينة.
كانت الولايات المتحدة الامريكية هي
المهيمنة على المنطقة و المعوق الرئيسي للقوى الاقليمية و الدولية للتمدد العسكري
المباشر و غير المباشر فيها . على الاغلب فان التمدد العسكري سيكون غير مباشر
لوجود 6 دول نووية متصارعة فيها تتجنب المواجهة المباشرة خوفا من ان تتحول الى حرب
نووية مدمرة للمنطقة و السلام العالمي و هي:
الولايات المتحدة الامريكية و الصين الشعبية و روسيا الاتحادية و الهند و باكستان
و اسرائيل. لكن الانسحاب الامريكي السريع و المتعجل من افغانستان ترك فراغا سياسية
كبيرا استخدمته طالبان بسرعة من خلال توسعها العسكري في طول البلاد و عرضها بأشراف
و مساعدة المخابرات العسكرية الباكستانية. فتشير تقارير المخابرات المركزية
الامريكية ان واشنطون ابرمت معاهدة مع ايران و باكستان نصت على التعاون المشترك
لصالح طالبان. تأكدت تلك النظرية بعد ظهور
تقارير اخرى ذكرت ان باكستان و ايران ساعدتا المخابرات المركزية الامريكية في
اسقاط تجمع المعارضة الافغانية بقيادة احمد شاه مسعود الابن فسقط وادي بنجشير بعد
معارك دامت 3 ايام فقط بينما قاوم احمد شاه مسعود الاب طالبان مدة 5
سنوات(1996-2001م).
شهدت المنطقة تحولات استراتيجية مهمة لا
تفسرها الا نظرية المفكر السوري ادونيس التي ذكرها في كتابه (الثابت و المتحول)
حيث كرّس فيه المتغيرات العديدة في العالم العربي (الخارجي) بفعل حالة الصراع بين الحداثة
و الموروث الثقافي. لذلك ستؤدي عملية الصراع لتغييرات هامة:
· باكستان: تغير في النظام و دخول نظام جديد تحتمى ورائه المؤسسة العسكرية
القوية. تنتهي مدة رئيس الوزراء عمران خان بتاريخ 18 آب/اغسطس سنة 2023م بينما
تنتهي فترة الجنرال قمر جاويد باجوه الثالثة و الاخيرة بتاريخ 29 تشرين
الثاني/نوفمبر سنة 2022م.
· ايران: من المتوقع ان يستمر نظام سيد ابراهيم رئيسي بالسلطة بفعل تحالفه
السري مع امريكا التي ستستفيد من حروب ايران بالوكالة في العراق و سوريا و لبنان و
اليمن لتسويق اسلحتها في حروب منخفضة الحدة low-intensity wars.
· الهند: من المتوقع ان يخسر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي اغلبيته في
البرلمان بفعل سوء معالجة وباء كرونا و فشل سياسته في افغانستان مما ادى لفوقية
باكستان على الهند في افغانستان.
· افغانستان ستكون تابعة لكل من باكستان و امريكا حيث سيتحول النفوذ الامريكي
فيها من نفوذ عسكري الى نفوذ سياسي.
· الصين الشعبية: ستستمر مبادرة الحزام و الطريق للرئيس الصيني شي جنبنج لكن
بكين ستعاني من ازمات داخلية بفعل دعم امريكا و الغرب لحركة التبت و حركة اليغور
الانفصاليتين.
· روسيا الاتحادية: ستواجه تحديات من القوى الانفصالية في جمهوريات آسيا الوسطى
التي تحاول التخلص من النظام الشمولي الموالي لموسكو.
No comments:
Post a Comment