Friday, August 20, 2021

فيض الرحمة-3


 بسم الله الرحمن الرحيم


فيض الرحمة-3

بقلم: جاسم تقي

        يستمر الحديث عن فيض الرحمة- صباح التي لا تنقطع صورتها عن مخيلتي. لا اعرف لماذا تقربت لي و انا لا اكاد ان اصل لمستواها. فانا اصر على اني مظلوم و اتصرف بغباء بينما لا يوجد من يهتم لأمري في عائلة زوجة ابي زهراء. فعندما يزداد صراخي يبدأ اولاد و بنات زوجي ابي زهراء بالظهور. صفعة من فاروق الكبير و اخرى من خالد و ثالثة من سعاد الحقودة و ركلة من السمينة سليمة و تأنيب من الرقيقة آمنة. في خضم ذلك يبرز في ذهني صورة السرداب المظلم. لا أجد في هذه المعركة من طرف واحد الا صباح التي تتعاطف معي بعينيها الحنونتين و بإشاراتها كي اتجنب الصفع و الركل و التأنيب الذي كان ينهال علي من كل جانب.

        في هذا الخضم اراد جميع بني زهراء اذلالي فأبيت ان استرحم احدا منهم و ابيت ان ابكي. فطلبت زوجة ابي من اختي التي تكبرني بأربع سنوات- سهام ان تذهب للطابق الثالث من البيت حيث يوجد حطب تنور الخبر. طلبت منها ان تختار عصا كي تؤدبني بها وهي تعرف ان سهام تحبني كثيرا فكلفتها بأصعب مهمة في حياتها. بالنهاية ذهبت سهام الى الطابق الثالثة و اختارت عصا. انهال الضرب علي بالعصا على يدي و اسفل قدمي ثم على كتفي و ظهري و طلب من ان ابكي و استرحم و اتوب فأبيت البكاء و ابيت الاسترحام و استنكرت التوبة. كنت اقول ما الجريمة التي ارتكبتها الا السطو على طعام زوجة ابي زهراء و بناتها المدللات. كنت اقول ان كل ما في البيت من مأكولات و مشروبات هي من اموال ابي. فانا لم ارتكب جريمة السطو المسلح حتى ابكي. كنت انظر الى صباح فأجدها و قد اغرورقت عيناها بالدموع و تبكي صامتة. فشعرت بالفخر و النخوة لأن صمودي نال اعجاب صباح و تعاطفها.

        عاتبت سهام لأنها اختارت عصا مؤلمة فردت علي بجواب لا يمكن ان انساه مدى العمر. قالت سهام "جربت العديد من العصا على جسمي فوجدت ان العصا التي اخترتها هي اقل المًا" لذلك يا الهة الورد اشهدي انني احببتك بسبب حبي لسهام. بل احببت كل النساء و صفحت عن زهراء اكراما لصباح. يا آلهة العالم اشهدوا ان حبي لها خالد لا يأفل بل انكم كلكم زائلون بينما تظل صباح تليدة و كأنها كلفت من الذات العارفة ان ترعى الجميع و ان ترتفع بالجميع. خشيت ان افقدها! هل عرفتي يا عزيزتي يا آلهة الورود المقربة لنفسي ان الحب ليس ذنبا يعاقب عليه؟

   يخيل لي ان الالم كان يهرب مني عندما تتوجه انظاري نحو صباح. لم اكن اعرف السبب في ذلك الشعور العجيب باختفاء الالم. بعد ذلك بزمن ليس بالقصير ادركت السبب عندما قرأت قصة رابعة البصرية و كيف انها  كانت تعذب كي تعود لحياة الرقص و المجون لكنها ابت مطلقا ان تفعل ذلك قائلة انها احبت الخالق حبا جما (عشيقة الحب الالهي) لدرجة انها لم تكن تشعر بألم التعذيب.

        فجأت ربطت حبي لأختي صباح بحب رابعة البصرية للذات الالهية. سبحانك الله حبي لصباح رفعها لدرجة الذات الالهية. لذلك لم اكن اشعر بالألم  بينما كان  افراد آل زهراء يضنون انني اتلظى بنار العذاب. تظاهرت بالألم امام آل زهراء لكن عندما وجدت صباح تتألم اخبرتها انني اصطنعت الالم كي اضيع على قساة القلوب فرصة التشفي. الان وصلت علاقتي مع صباح للذروة و ارتفعت مكانتها للمنزلة الألوهية. عرفت صباح الامر فأخذت تتصرف بصورة ادت الى تغيير حياتها و حياتي كليا كما سنرى في الحلقة القادمة.

No comments:

Post a Comment

U.S. Ambassador Blome’s Meeting with Deputy Prime Minister and Foreign Minister Ishaq Dar

U.S. Ambassador Blome’s Meeting with Deputy Prime Minister and Foreign Minister Ishaq Dar The below is attributable to U.S. Mission Spokes...